{قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم} بارتكاب الكبائر والفواحش، نزلت في قومٍ من أهل مكَّة همُّوا بالإسلام، ثمَّ قالوا: إنَّ محمداً يقول: إنَّ مَنْ عبد الأوثان، واتَّخذ مع الله آلهةً، وقتل النَّفس لا يُغفر له، وقد فعلنا كلَّ هذا، فأعلم الله تعالى أنَّ مَنْ تاب وآمن غفر الله له كلَّ ذنب، فقال: {لا تقنطوا من رحمة الله...} الآية.{وأنيبوا إلى ربكم} أَيْ: ارجعوا إليه الطَّاعة {وأسلموا} وأطيعوا {له}.{واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم} أَيْ: القرآن، كقوله: {اللَّهُ نزَّل أَحسنَ الحَديثِ} وقوله: {أن تقول نفس يا حسرتى} أَيْ: افعلوا ما أمرتكم به من الإنابة واتِّباع القرآن خوفَ أن تصيروا إلى حالةٍ تقولون فيها هذا القول. وقوله: {على ما فرطت في جنب الله} أَيْ: قصَّرت في طاعة الله، وسلوك طريقة {وإن كنت لمن الساخرين} أَيْ: ما كنت إلاَّ من المستهزئين بدين الله تعالى وكتابه.